جزيئات اللدائن البلاستيكية في قاع البحر المتوسط تتضاعف 3 مرات | علوم
تظهر الدراسة أن الكتلة البلاستيكية الدقيقة التي يتم عزلها في قاع البحر تواكب الزيادة في إنتاج البلاستيك على المستوى العالمي من عام 1965 إلى عام 2016.
تضاعف إجمالي كمية المواد البلاستيكية الدقيقة المترسبة في قاع البحر المتوسط 3 مرات في العقدين الماضيين مع تطور يتوافق مع نوع وحجم استهلاك المنتجات البلاستيكية من قبل المجتمعات البشرية في المراكز الحضرية الرئيسة في شمال وجنوب شرق البحر، وفقا لدراسة أعدّها باحثون في معهد العلوم والتكنولوجيا البيئية التابع لجامعة برشلونة المستقلة (ICTA-UAB) وقسم البيئة المبنية في جامعة البورج (AAU-BUILD).
وتظهر الدراسة التي نشرت في عدد 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري من مجلة “إنفيرونمنتال ساينس آند تكنولوجي” (Environmental Science & Technology) أن اللدائن الدقيقة يتم الاحتفاظ بها دون تغيير في الرواسب البحرية، وأن الكتلة البلاستيكية الدقيقة التي تُدفن في قاع البحر تواكب الزيادة في إنتاج البلاستيك على المستوى العالمي من عام 1965 إلى عام 2016.
نقطة ساخنة
وفي حين أن جميع محيطات وبحار العالم -المفتوحة- تقريبا ملوثة باللدائن البلاستيكية الدقيقة، فقد أصبح البحر الأبيض المتوسط نقطة ساخنة للتلوث بهذا النوع من المواد، نظرا للكثافة السكانية الكبيرة على سواحله من جميع الجهات، وذلك يجعله مصيدة للحطام البلاستيكي.
وفي تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني، قالت المؤلفة الرئيسة للدراسة لورا سانشيز، باحثة الدكتوراه في جامعة برشلونة، إن النتائج تظهر بوضوح تضاعف كميات الجزيئات البلاستيكية المترسبة في قاع البحر المتوسط منذ عام 2000 بمقدار 3 مرات أكثر من العقدين الماضيين، نظرا لتزايد الاعتماد على البلاستيك عالميا ومن ثم زيادة هذا النوع من الملوثات.
وأضافت سانشيز أن الرواسب التي تم تحليلها بقيت دون تغيير في قاع البحر منذ ترسبها قبل عقود، وهو ما سمح للفريق البحثي بمعرفة كيف ازداد تراكم جزيئات البولي إيثيلين والبولي بروبيلين من العبوات والزجاجات وأغشية المواد الغذائية، وكذلك البوليستر من الألياف الاصطناعية في أقمشة الملابس، خلال العقدين الماضيين.
ووفقا للباحثة، فإن المواد البلاستيكية المغمورة في قاع البحر المتوسط بمجرد ترسبها في قاع البحر، فإنها لم تعد قابلة للتحلل، إما بسبب تراجع فرص تعرضها للتآكل أو الأكسجين أو الضوء.
وتحدث عملية التفتيت بشكل رئيسي في رواسب الشاطئ أو على سطح البحر أو في عمود الماء. وبمجرد ترسب المواد في قاع البحر، تصبح فرص التحلل في حدها الأدنى، لذلك ظلت المواد البلاستيكية منذ عقد الستينيات في قاع البحر، تاركة بصمة التلوث البشري في أكثر مناطق الكوكب ظلاما.
تكنولوجيا رصد متقدمة
جمع الباحثون مجموعة من الرواسب من البحر الأبيض المتوسط ثم استخدموا تكنولوجيا التصوير المتقدمة لدراسة اللدائن الدقيقة التي احتوتها هذه الرواسب.
وسمح لهم ذلك بملء فجوة مهمة حول تراكم الجزيئات البلاستيكية المتناهية الصغر في الرواسب البحرية، وفهم كيفية تغييرها أو عدم تغييرها بعد أن تصبح جزءا لا يتجزأ من المادة المترسبة، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع جامعة برشلونة.
جمعت الرواسب في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019، على متن السفينة Sarmiento de Gamboa، في رحلة استكشافية انطلقت من برشلونة إلى تاراغونا في إسبانيا.
واختار الباحثون غرب البحر الأبيض المتوسط لتكون منطقة للدراسة حيث تم التعرف على الأنهار الموجودة هناك كنقاط ساخنة ومصدر مهم للعديد من الملوثات، من المواد البلاستيكية الدقيقة إلى المواد الكيميائية.
ويعتقد الباحثون أن أكثر من 229 ألف طن من المخلفات البلاستيكية يتسرب كل عام إلى البحر الأبيض المتوسط، أي ما يعادل أكثر من 500 حاوية شحن يوميا. ومن المتوقع أن تتضاعف هذه الكمية بحلول عام 2040.
وتعد بلدان مثل مصر وإيطاليا وتركيا أكثر بلدان حوض البحر المتوسط إلقاء للمخلفات البلاستيكية في البحر عبر مصبات أنهارها أو مجتمعاتها السكنية الساحلية.