1797 مستوطنا دنّسوا باحاته.. هكذا مرّ عيد الأنوار اليهودي على المسجد الأقصى | القدس
مراسلو الجزيرة نت
القدس المحتلة- بإغلاق باب المغاربة اليوم الاثنين، يكون الستار قد أُسدل على آخر الأعياد اليهودية المرتبطة بطقوس جماعات المستوطنين المتطرفة، الساعية إلى تهويد المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
وخلال الاحتفالات بعيد الأنوار -(الحانوكا بالعبرية)- التي امتدت على مدار أسبوع، اقتحم المسجد الأقصى المبارك (1797) مستوطنًا متطرفًا، وتمكّنوا بحماية شرطة الاحتلال من تسجيل الانتهاكات التالية:
- أداء طقس “السجود الملحمي” -(الارتماء أرضًا في باحات الأقصى)- بشكل جماعي، للمرة الثانية منذ احتلال المسجد الأقصى (1967)، والثانية خلال عام 2022.
- أداء صلوات توراتية جماعية على أبواب المسجد الأقصى.
- شرطة الاحتلال استخدمت باب الأسباط -(أحد أبواب المسجد الأقصى)- لإخراج المتطرفين للمرة الثانية منذ احتلال المسجد، بعد أدائهم رقصات وصلوات توراتية علنية، في محاولة لاستخدام هذا الباب في حركة المقتحمين من وإلى الأقصى، بالإضافة لبابي المغاربة والسلسلة.
- أداء الرقصات والصلوات العلنية والغناء في ساحة الأقصى الشمالية، وتكريس طقس “السجود الملحمي” في الساحة الشرقية.
- وزّعت جماعات الهيكل المتطرفة الحلوى الخاصة بالعيد على باب المغاربة، لتشجيع المتطرفين على الاقتحام.
- أداء الرقصات والغناء والطقوس التوراتية عند أبواب الأقصى من الخارج كل ليلة، وإشعال الشمعدان -(رمز ديني يهودي)- مساء كل يوم برعاية الحاخامية الرسمية -(قيادات دينية)- في ساحة البراق، وبإشراف جماعات الهيكل المتطرفة أمام باب المغاربة داخل الجسر الخشبي.
- اقتحم أحد المتطرفين المسجد بقميص طُبع عليه العلم الإسرائيلي.
وكان من بين المقتحمين خلال أيام عيد الأنوار اليهودي موشيه فيغلين، وهو أحد قادة جماعات الهيكل المتطرفة، وعضو الكنيست عن تكتّل “الصهيونية الدينية” تسفيجا فوجل، وعضو الكنيست من حزب الليكود نيسيم فاتوري، بالإضافة لقيادات من جماعة “نساء من أجل الهيكل”.
تنكيل بالمصلين
ومقابل هذه الانتهاكات، ضيّقت شرطة الاحتلال على المصلين المسلمين منذ اليوم الأول لاحتفال المتطرفين اليهود داخل المسجد، فمنعت دخولهم، واضطر كثيرون لأداء الصلوات خارج الأبواب وتحديدًا صلاة الفجر. كما مُنعت النساء من التجمع على مصاطب الأقصى وأُجبرن على مغادرته، وسُلمت بعضهن أوامر بالإبعاد عنه لفترات متفاوتة.
ولم يَسلم المصلون من إجراءات تضييق؛ مثل: التفتيش والتصوير عند الأبواب والتدقيق في البطاقات الشخصية، واحتجازها لحين الخروج من المسجد، حتى طلبة المدارس الواقعة داخل ساحات المسجد الأقصى لم يسلموا من ذلك.
وفي رابع أيام العيد اليهودي، اعتقلت شرطة الاحتلال حارس المسجد الأقصى محمود أبو خروب بعد اعتراضه على أداء المستوطنين المقتحمين الطقوس التوراتية، ثم سُلّم أمرًا بالإبعاد عن المسجد.
وحسب الخبير في شؤون القدس د. جمال عمرو، فإن سلطات الاحتلال تدعم جماعات الهيكل المتطرفة، بهدف استغلال مواسم الأعياد لتحقيق مكاسب جديدة في المسجد الأقصى.
وأشار عمرو في حديث للجزيرة نت إلى أن “عيد الأنوار” التهويدي هو الأول بعد فوز بنيامين نتنياهو في انتخابات الكنيست الأخيرة، وهو ليس أقل تطرفًا من إيتمار بن غفير، والمتوقع أن يسهمان معًا في إشعال هذا المكان المقدس؛ لإرضاء شريحة واسعة من المستوطنين المتطرفين.
تصريحات متطرفة
وتطرّق عمرو إلى اقتحام النائب الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير لساحة البراق خلال أيام عيدهم، وإشعال الشموع في الشمعدان الذي نُصب هناك. مشيرًا إلى أنه لم يتردد في إطلاق تصريحات متطرفة؛ منها: قول بن غفير “كنت متحمسًا لإشعال شمعة حانوكا هذا المساء في حدث مثير بساحة حائط المبكى قرب جبل الهيكل، وهو المكان الذي عدنا إليه بعد ألفي عام”.
وتُحيي الاحتفالات بعيد الأنوار اليهودي ذكرى ما يُسمى “انتصار أبناء الحشمونيين” في ثورتهم ضد الإغريق خلال فترة “الهيكل الثاني”، وفق زعم اليهود الذين ادّعوا أن الإغريق اضطهدوا الحقوق ومنعوا العبادات اليهودية، ونتج عن “ثورتهم” احتلال القدس، واستبدال الحكم اليهودي بالإغريقي.
ومن أهم رموز هذا العيد (الشمعدان) الذي تُضاء شعلة جديدة منه يوميًا على مدار 8 أيام. وتاريخيًا، يدّعي اليهود أنهم عندما احتلوا القدس ودخلوا “الهيكل” بعد الانتصار، وجدوا إبريقًا صغيرًا من الزيت الصافي، وكان من المفترض أن يفرغ بعد إشعال شعلة الليلة الأولى، لكنه استمر مشتعلًا “بمعجزة” لثمانية أيام.