صحيفة إزفستيا: هل يمكن طرد روسيا من مجلس الأمن الدولي؟ | سياسة
أكد تقرير نشرته صحيفة إزفستيا الروسية أن محاولات أوروبا والولايات المتحدة لعزل أو تعليق عضوية روسيا في مجلس الأمن باتت واضحة للعيان، وأضاف التقرير أنه على الرغم من عدم سماح ميثاق الأمم المتحدة بذلك، فإن الأوروبيين تحديدا مستمرون في البحث عن خيارات.
وحسب التقرير، فقد اقترح رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، مؤخرا المضي قدما في طرد روسيا من مجلس الأمن، ولكن الأمر يبدو مستحيلا، لأن القانون يفرض أن يكون قرار استبعاد أحد الأعضاء بالإجماع.
الإجماع
وأفادت كاتبة التقرير ماريا شيبو بأن الاتحاد السوفياتي لم يكن فقط عضوًا مؤسسا للأمم المتحدة، بل تبنى الفكرة أيديولوجيّا، وبما أن روسيا أصبحت الوريث الشرعي له، فإن استبعادها من مجلس الأمن الدولي يتطلب اتخاذ القرار من قبل جميع الدول الأعضاء، بما في ذلك روسيا والصين التي لن ترضى بمثل هذا القرار.
وأوضح التقرير أن ميشال يعترف بعدم وجود آلية لاستبعاد روسيا حتى الآن، لكنه يأمل في إيجاد حل مستقبلا؛ واكتفى باتهام روسيا بانتهاك القانون الدولي معتبرًا أنه إذا فعلت موسكو ذلك كونها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، فهذا يعني أن “هناك خللا في القانون الدولي” من وجهة نظره، وسيكون من الضروري إنشاء آلية لتعليق العضوية.
وكشف التقرير عن أن هذه ليست المرة الأولى التي تبذل فيها محاولات لاستبعاد روسيا من هياكل الأمم المتحدة، ففي أبريل/نيسان الماضي، تم تعليق عضوية موسكو في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأغلبية 93 دولة، في حين رفضت القرار 24 دولة، وامتنعت 58 أخرى عن التصويت.
لكن روسيا أعلنت انسحابها من المجلس في اليوم نفسه قبل إتمام التصويت. وفي منتصف مارس/آذار الماضي، انسحبت موسكو من المجلس الأوروبي.
استحالة
وتؤكد الكاتبة أن الخبراء الروس والأميركيين يتفقون على أنه من المستحيل استبعاد روسيا من مجلس الأمن الدولي من دون تدمير المجلس نفسه، ورغم أن واشنطن ترغب في استبعاد روسيا من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، فإنها لا ترى فرصة لهذا.
وتشير شيبو إلى أنه واشنطن -بدلًا من ذلك- تسعى إلى عزل روسيا من جميع المؤسسات الدولية الأخرى، ومن بينها لجنة بازل للرقابة المصرفية، ومجلس الاستقرار المالي والرابطة الدولية لمشرفي التأمين، كما تتوقع الولايات المتحدة إزالة موظفي الحكومة الروسية من مجموعة الـ20 وحظر تبادل المعلومات حول أنظمة الدفاع الصاروخي مع روسيا.
ووفقا للكاتبة، فإن روسيا -من جهتها- ترى أن استبعادها من مجلس الأمن الدولي سيؤدي إلى تدميره.
وذكرت أن ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن في الاتحاد الروسي، تنبأ بأن تلقى الأمم المتحدة مصير عصبة الأمم “المفلسة”، وهي المنظمة التي سبقت الأمم المتحدة والتي تشكلت عام 1920 بهدف ضمان السلام والتعاون بين الدول، والتي طُرد الاتحاد السوفياتي منها عام 1939 على خلفية الحرب بين روسيا وفنلندا، قبل أن تنهار العصبة كلها مع بدء الحرب العالمية الثانية.