بيوت نجران الطينية.. شواهد فنية تنضح بالأصالة ومتانة البناء
موقعي نت متابعات السياحة والسفر:
لا تزال البيوت والقصور الطينية بقرى “الصُروف”، و”طيبة الاسم”، و”حمامة” بحي القابل بمدينة نجران، شاهدًا من شواهد التراث العمراني القديم.
وينقل هذا التراث، الزائرين لتلك القرى الريفية بين لوحات فنية مطرزة بالتنظيم والأصالة والمتانة، بما يمثل باعثًا لراحة النفس من خلال مشاهدة تلك القصور التي ظلت صامدة لمئات السنين ضد تقلبات الطبيعة وتطور الحياة الاجتماعية.
30 بيتًا وقصرًا طينيًا و3 آبار مطوية قديمة
وتحتوي القرى الثلاث المتجاورة على أكثر من 30 بيتًا وقصرًا طينيًا، وثلاث آبار مطوية قديمة تحمل أسماء القرى، مشكلةً لوحات جمالية مع المزارع وأشجار النخيل، يتخللها روعة الترتيب الداخلي لهذه البيوت وتنظيمها بروح التصميم الخاص بها.
وروعي عند البناء ما يمتاز به طراز البيوت من متانة، فنجد أن الحجرات قد قسمت داخلياً باتساع كبير، إذ يصل طولها إلى عشرة أمتار وعرضها ثلاثة أمتار تقريباً، مع ارتفاع يصل إلى أربعة أو خمسة أمتار.
ولكل حجرة نوافذ قد يصل عددها إلى عشر نوافذ، وفتحات صغيرة أخرى تثقب في جدران الغرف السفلية التي تسمى “بايجة” من أجل دخول النور والهواء إليها.
إعادة الترميم بين فترة وأخرى
قال أحمد مهدي أحد سكان تلك القرى، إن وجدان النجراني ارتبط بالبيوت الطينية رغم تطور حياته الاجتماعية؛ لأنها بالنسبة إليه البيئة والإنسان والتاريخ والأمل، لذلك ظلت البيوت الطينية محافظًا عليها في القرى.
وأضاف: يعاد ترميمها بين فترة وأخرى على الرغم من دخول البناء المسلح والحديث للمنطقة من سنين بعيدة، لذا تجد العديد من البيوت والقصور التاريخية بجانب المباني الحديثة، مازجةً بين الأصالة والتراث من جهة، والحاضر المشرق من جهة أخرى.
أكد أحد سكان حي القابل محمد بن عبدالله، حرصه على الاستقرار في القرى الريفية؛ لما تحتضنه من جمال طبيعي على وادي نجران وسط مزارع النخيل؛ مما أعطاها مناظر جمالية تبعث الراحة في النفوس.
وبين أنه أعاد تأهيل وترميم البيت الطيني الذي يخص عائلته ليكون مجاوراً لبيته الحديث، من أجل أن يبقى شاهداً على حقبة زمنية مهمة في حياة الأجداد، ومعلماً تراثياً للأجيال القادمة.
تاريخ يعود لـ 350 عامًا
وتحرص هيئة التراث بمنطقة نجران على المحافظة على التراث المعماري للمنطقة عبر تشجيع ملاك البيوت الطينية على إعادة ترميمها وتأهيلها.
ويعود تاريخ بناء بعضها إلى أكثر من 350 عامًا، لتكون رافدًا سياحيًا يضاف للقرى التراثية الـ40 المسجلة بالهيئة، بوصفها أحد الشواهد الحضارية والتاريخية التي تمتد لمئات السنين .
كما تعد رافدًا للاستثمار السياحي، وإبراز شخصية المدن والقرى السعودية وعراقتها التاريخية من جهة، ووضعها ضمن نسيج ثقافي عمراني يربط بين الماضي والحاضر، ويستشرف آفاق المستقبل من جهة أخرى.