منظمة الأغذية والزراعة: مبادرة “العمل يدا بيد” تثبت جدواها وتكتسب زخما كبيرا قبيل عرضها في منتدى خاص للاستثمار
موقعي نت متابعات اقتصادية:
مبادرة “العمل يداً بيد” تتمحور حول إتاحة الدعم الدولي، والنهج الإقليمية الشاملة، والاستهداف الشامل لأشد البلدان ضعفاً وقد استفادت بلدان نامية عدة منها.
على سبيل المثال، تضع بنغلاديش اللمسات الأخيرة على تعبئة الموارد، بما في ذلك 500 مليون دولار أمريكي من البنك الدولي و43 مليون دولار أمريكي من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، إضافة إلى مؤسسات رئيسية أخرى متعددة الأطراف تنظر في تقديم تعهدات إضافية كبيرة لتعزيز الإنتاج المستدام، وزيادة ريادة الأعمال بين الجهات الفاعلة في سلسلة القيمة، وتحديث المؤسسات والسياسات ذات الصلة بالتحوّل الزراعي.
يتم دعم كل هذه الإجراءات بزيادات كبيرة في الميزانية الحكومية المخصصة للنظام الزراعي والغذائي الذي يوفر فرص عمل لقرابة 40 في المائة من سكان البلاد.
وقال السيد روبرت سمسون، ممثل الفاو في بنغلاديش: “نحن نعمل مع الحكومة والشركاء في التنمية والمؤسسات البحثية والقطاع الخاص من خلال مبادرة العمل يداً بيد من أجل تنمية سلاسل القيمة للسلع المربحة، وبناء صناعات زراعية، واعتماد نظم فعالة لإدارة المياه، وتوسيع الخدمات الرقمية، والحد من الفاقد والمهدر من الأغذية، ومواجهة تحديات المناخ وبناء القدرة على الصمود في مواجهة مخاطر الطقس. وستتمثل النتائج المنشودة في زيادة الدخل وتحسين مستوى التغذية والرفاه للسكان الفقراء والمستضعفين“.
إن الاهتمام الكبير بمبادرة “العمل يداً بيد” يبشر بالخير فيما يتعلق بنشر مشورة الفاو الخاصة بالسياسات وخبرتها في مجال تنمية القدرات بناءً على الطلب. واعتبرت الحكومات والشركاء المستثمرين على السواء أن هذه العملية مفيدة وتؤدي إلى زيادة الشفافية وتحديد فرص جديدة.
سيتمكن المستثمرون المحتملون من التحدث مباشرة مع وزير الزراعة البنغلادشي، السيد محمد عبد الرزاق، بشأن الفرص المتاحة في منتدى الاستثمار الخاص بمبادرة العمل يداً بيد الأسبوع القادم، والذي أقامته المنظمة كسبيل لتسريع وتيرة “التوفيق” الذي ترتكز عليه العملية الجديدة.
وستقدم قرابة 20 بلداً من البلدان المشاركة في المبادرة موجزات مفصّلة خلال المنتدى تشمل مناطق جغرافية محددة ومعدلات العائد المتوقعة على استثمارات محددة، على أمل تحفيز بلدان أخرى لتقديم ملفاتها. فحتى الآن بلغ عدد البلدان المنضوية تحت المبادرة 53 بلداً.
دور منظمة الفاو
يقول السيد ماكسيمو توريرو، كبير الخبراء الاقتصاديين في المنظمة، “يكمن الهدف المثالي المنشود في هذا المضمار في تحقيق نمو شامل والحد من الفقر والجوع على أرض الواقع وجلب المزيد من الاستثمارات للبلدان.”
ويوضح السيد توريرو بالقول “تنطوي مبادرة العمل يداً بيد على العديد من الأجزاء النشطة، والتي تشمل المنصة الجغرافية المكانية الحائزة على جوائز والتي تزوّد الأعضاء وأصحاب المصلحة الطموحين بكمٍ هائل من البيانات بشأن الموارد الطبيعية والبشرية على مستوى دقيق للغاية. إن النمذجة والتحليلات الجغرافية المكانية المتقدمة، إضافة إلى نهج ناجع لإقامة الشراكات لتسريع وتيرة التحوّل القائم على السوق للنظم الزراعية والغذائية، كلّها أمور تدعم الجهود التي تبذلها البلدان لزيادة الدخل، وتحسين الوضع التغذوي للسكان الفقراء والمستضعفين ورفاهم، وتعزيز القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ.”
وبينما تأخذ البلدان بزمام هذه العملية، فدور الفاو يكمن في تقييم مختلف السيناريوهات المطروحة، وتحليل المقترحات، وتقديم الدعم الفني المتخصص للمساعدة في استهداف الاستثمارات ذات القيمة العالية. وفي المرحلة النهائية، تعمل المنظمة كوسيط يوفق بين الأعضاء والمستثمرين من الأطراف الثالثة، والذين سيقوم العديد منهم بإيفاد ممثلين عنهم إلى المنتدى لإجراء محادثات فردية مع البلدان.
وتقول الفاو إن هناك قيمتان أساسيتان تختلفان عن الجهود السابقة وتكمنان في صلب هذا النهج برمته: ينبغي أن تطمح الاستثمارات إلى تحقيق الربحية، وليس فقط إلى زيادة الإنتاج، وينبغي أن تحسن دخل أشد فئات المجتمع فقراً وسبل عيشهم. وقد وضعت المنظمة آلاف معايير التصفية لتقييم العوامل المعقدة التي يجب مواءمتها لتحقيق هذه الأهداف بطريقة فعالة ودائمة.
ويمكن للشركاء المستثمرين المشاركة بشتّى الوسائل، بما فيها أوجه التآزر الفني والتسويقي. وبوسع بعض الحكومات، كما فعلت بنغلاديش، أن تستخدم حوافز مالية مثل توفير الإعانات لشراء المعدات أو الإعفاءات الضريبية على الصادرات لتعزيز الفرص الملموسة وتحفيز المشاركة المحلية.
البلدان تعرض ما لديها
يعتبر منتدى الاستثمار المبتكر الخاص بمبادرة العمل يداً بيد فرصة بالنسبة للبلدان لعرض خططها وللمستثمرين المحتملين لتقديم الاستفسارات.
ويكمن أحد الأمثلة على النهج الشامل المعتمد في إثيوبيا التي وضعت مشاريع مفصلة، مشفوعة بتدابير للتخفيف من انبعاثات الكربون، لزيادة إنتاج القمح، والإنتاج المحلي للجرارات الآلِيّة ومصانع إنتاج الأسمدة العضوية، إضافة إلى خطة لزيادة إنتاج البن بستة أضعاف في منطقة جنوبية من خلال حزمة متكاملة من التدابير التي تدعم إزالة جذوع الأشجار القديمة في المزارع القائمة والعديد من النماذج لغسل وطحن الحبوب لإضافة قيمة وخلق فرص عمل محلية وإدامتها، وتحقيق الربحية على المدى الطويل والوصول إلى الأسواق.
وقدمت المنصة الجغرافية المكانية التابعة لمبادرة العمل يداً بيد بيانات قيمة عالية الدقة لتعزيز الاستهداف الإقليمي الجزئي لهذه الاستثمارات لإخراج المزيد من الناس من دائرة الفقر.
وقالت منظمة الفاو إنها نظمت بعض الفعاليات الإقليمية في إطار مبادرة العمل يداً بيد، بما في ذلك فعالية خاصة بالممر الجاف لأمريكا الوسطى وأخرى لمنطقة الساحل، وذلك بهدف تكملة الجهود المبذولة حالياً، وتوجيه الموارد إلى حيث يمكن أن يكون لها أقصى قدر من التأثير، ومساعدة البلدان على تحديد أولويات الاستثمار في مجال إدارة المياه.