رئيسة وزراء صربيا تحذر من نزاع مسلح وشيك في كوسوفو | أخبار
حذرت رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش أمس الأربعاء من أن الوضع في كوسوفو “على حافة نزاع مسلح”، وذلك في وقت أقام فيه الصرب حواجز؛ في تصعيد جديد للتوترات.
وقالت برنابيتش في مؤتمر صحفي مع منظمات غير حكومية صربية “يجب أن نبذل قصارى جهدنا جميعًا لمحاولة الحفاظ على السلام. نحن حقا على حافة نزاع مسلح بسبب الإجراءات الأحادية الجانب لبريشتينا” عاصمة كوسوفو.
يأتي ذلك بعد يوم من مطالبة رئيس صربيا، ألكسندر فوتشيتش، حلف شمال الأطلسي (الناتو) بـ”حماية” الأقلية الصربية في جمهورية كوسوفو، وذلك عقب استقباله في العاصمة بلغراد قائد قيادة قوات الحلفاء المشتركة في نابولي، ستيوارت بنيامين مونش، ووزيرة الخارجية السلوفينية تانيا فاجون.
وكانت شرطة كوسوفو أعلنت السبت أن مجموعات من الصرب أقامت حواجز جديدة في بلدة زفيشان شمالي البلاد، وقالت -في بيان- إن حواجز جديدة أقيمت في حي بيركسهان المؤدي إلى زفيشان بغية الاستمرار في عرقلة حرية التنقل، وإن هذا “أمر يزيد من تعقيد حياة المواطنين شمالي البلاد”.
واشتعل فتيل التوتر بين الجارتين صربيا وكوسوفو عقب محاولة حكومة بريشتينا مطالبة صرب كوسوفو باستبدال لوحات السيارات القديمة القادمة من صربيا المجاورة بلوحات من إصدار كوسوفو.
وأدى القرار إلى انسحاب الصرب في كوسوفو من جميع المؤسسات المركزية والمحلية، ولكن في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء النزاع.
وأعلن إقليم كوسوفو السابق الذي تسكنه غالبية ألبانية استقلاله عن صربيا في عام 2008، وهو الأمر الذي لا تعترف به صربيا. وتشجّع بلغراد الصرب في كوسوفو على تحدّي السلطات المحلية، في وقت تريد فيه بريشتينا بسط سيادتها على الإقليم بأكمله.
ويقيم عدة مئات من الصرب الذين يعيشون في شمال كوسوفو حواجز على الطرق منذ العاشر من ديسمبر/كانون الأول للاحتجاج على اعتقال شرطي صربي سابق، ممّا شلّ حركة المرور إلى معبرَين حدوديَين اثنين مع صربيا.
وبعد ساعات قليلة من إقامة الحواجز، أعلنت شرطة كوسوفو أنها تعرضت لـ3 هجمات بالأسلحة النارية. كذلك استُهدفت شرطة الاتحاد الأوروبي المنتشرة في المنطقة كجزء من بعثة “إيوليكس”، بقنبلة صوتية لم تسبّب أي إصابات.
وتصاعدت التوترات الأخيرة في شمال كوسوفو، حيث يعيش أكثر من ثلث صرب كوسوفو البالغ عددهم 120 ألفًا، عندما أعلنت بريشتينا عزمها على إجراء انتخابات هناك في البلديات ذات الغالبية الصربية، بعد استقالة جميع المسؤولين المنتخبين وضباط الشرطة الصرب في هذه المنطقة. وفي النهاية، أجّلت سلطات كوسوفو الاقتراع حتى أبريل/نيسان.
وعزّزت قوة حفظ السلام في كوسوفو بقيادة “حلف شمال الأطلسي” (كفور) وجودها في الشمال، حيث أرسلت قوات ودوريات إضافية، حسب ما أفاد قائد القوة الجنرال الإيطالي أنجيلو ميشيل ريستوتشيا الجمعة في بيان أصدره الناتو.
وأكد أن “كفور” لديها “جميع القدرات، بمن في ذلك الموظفون، لضمان بيئة سالمة وآمنة وحرية التنقل لجميع الجماعات، في كل مكان في كوسوفو”.
وكانت كوسوفو بدأت أخيرا نشر مزيد من وحدات الشرطة في شمال البلاد، في خطوة انتقدتها السلطات الصربية معتبرة أنها محاولة لغزو مناطق شمالي البلاد التي يقطنها صرب كوسوفو.
وفي المقابل، طلبت صربيا من “كفور” الجمعة الماضية السماح لها بنشر جنود وعناصر شرطة تابعين لها في شمال كوسوفو، من دون تلقّي رد حتى الآن، لكن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أعلن أنه “شبه متأكد” من أن هذا الطلب “لن يُقبل”.