شكّل مستوطنون إسرائيليون شمالي الضفة الغربية مليشيا مسلحة تحت مسمى “الحرس المدني” للقيام بعمليات تمشيط ليلية، وبدعوى مساعدة جيش الاحتلال في التصدي للفلسطينيين، وذلك وفقا للإعلام الرسمي.
وقالت قناة “كان” التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية مساء اليوم الثلاثاء إن مستوطنين بدؤوا أمس الاثنين إطلاق دورية تمشيط ليلية على الطريق الذي يمر ببلدة حوارة جنوبي نابلس.
ونقلت القناة عن المستوطن كوبي زيات -الذي شارك في الدورية- قوله “نشهد منذ نحو 6 أشهر رشقا يوميا بالحجارة من فلسطينيين على الطريق الذي يمر عبر حوارة، وليس لدينا طريق آخر للوصول عبره إلى القدس ومناطق الوسط”.
وأضاف زيات -وهو من سكان مستوطنة يتسهار- إنهم قرروا تشكيل هذه المليشيا لمساعدة الجيش في “حماية” أنفسهم، وذلك بعد هجومين تم خلالهما إطلاق نار الأسبوع الماضي، مشيرا إلى حالة الخوف المنتشرة بين المستوطنين.
وأوضح أنه يستخدم مع رفاقه أسلحتهم النارية الشخصية المرخصة، مضيفا “لسنا بديلا للجيش ولا ننوي أن نكون”.
وعلى الرغم من إصرار هذه المليشيا على اقتصار دورها على الحماية فإنها لم تقدم ضمانات تؤكد عدم قيامها باعتداءات على الفلسطينيين في المنطقة، ففي مطلع العام الحالي أقر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف بممارسة المستوطنين “إرهابا منظما” ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وفي الآونة الأخيرة تضاعف معدل اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، بما في ذلك الاعتداءات الجسدية وتخريب وحرق الممتلكات والمزارع، ويقول فلسطينيون إن تلك الممارسات ترتكب على مرأى من جنود الجيش الإسرائيلي.
وينظم فلسطينيون في الضفة مسيرات أسبوعية مناهضة للاستيطان، ففي يوم الجمعة الماضي أصيب 9 فلسطينيين -بينهم طفل- بالرصاص “المطاطي” جراء قمع قوات الاحتلال مسيرة في منطقة كفر قدوم.
ويتوزع نحو 666 ألف مستوطن إسرائيلي في 145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) في الضفة الغربية -بما فيها القدس الشرقية- وفق بيانات لحركة “السلام الآن” الحقوقية الإسرائيلية.
