أرمينيا تعلن توقف إطلاق النار مع أذربيجان وإيران ترفض تغيير الحدود التاريخية | أخبار
مدة الفيديو 03 minutes 07 seconds
أعلنت أرمينيا توقف إطلاق النار على الحدود مع أذربيجان اعتبارا من الساعة الثامنة مساء أمس الأربعاء بالتوقيت المحلي، في حين قالت طهران إنها لا تقبل بتغيير الحدود التاريخية بين إيران وأرمينيا على خلفية الصراع بين باكو ويريفان.
وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان إن 105 جنود من قوات بلاده قتلوا في الاشتباكات مع أذربيجان خلال اليومين الماضيين، واتهمت أرمينيا أمس الأربعاء جارتها باحتلال مساحة من أراضيها خلال مواجهة اليومين الماضيين، وقال باشينيان إنها بحدود 10 كيلومترات مربعة، تنضاف إلى 40 كيلومترا مربعا احتلتها باكو في مايو/أيار الماضي.
وذكر المسؤول الأرميني في كلمة أمام برلمان بلاده أمس الأربعاء، أنه طلب المساعدة العسكرية من منظمة معاهدة الأمن الجماعي بموجب المادة الرابعة من اتفاق الدفاع، وأضاف باشينيان أنه قد يعلن الأحكام العرفية إذا زاد تدهور الوضع عند الحدود.
من جهتها، عرضت أذربيجان في وقت سابق أمس الأربعاء تسليم جثث 100 جندي أرميني قالت إنهم قتلوا في الاشتباكات التي اندلعت ليل الاثنين الماضي، وقالت لجنة أسرى الحرب الأذربيجانية في بيان “أذربيجان تدعو إلى وقف إطلاق النار وهي مستعدة لتسليم جثث 100 جندي من جانب واحد إلى أرمينيا”.
وكانت وزارة الدفاع الأذرية أعلنت أمس الأربعاء مقتل 50 من جنودها خلال الاشتباكات.
وقد تبادل الطرفان الاتهامات بشن هجمات جديدة في إقليم ناغورني قره باغ، وانتهاك هدنة تمت برعاية روسيا ولكنها لم تصمد طويلا. وتعد المواجهات بين القوات الأذرية والأرمينية الأشد منذ الحرب بين الطرفين في العام 2020.
الحدود التاريخية
وفي سياق متصل، دعت الخارجية الإيرانية أمس الأربعاء إلى الحفاظ على الحدود مع أرمينيا بعيدا عن أي تغيير في ظل التوترات بين باكو ويريفان.
جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان مع نظيره الأذربيجاني جيهون بيرموف.
وقال عبد اللهيان إن طهران تؤكد ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي جميع الدول، بما في ذلك أذربيجان وأرمينيا، وأضاف أن بلاده تعتبر الحدود بين إيران وأرمينيا “ممرا تاريخيا ينبغي الحفاظ عليه بعيدا عن أي تغيير”.
القتال الان بين أذربيجان و أرمينيا على هذا الممر المهم الذي يربط طرفي أذربيجان كما أنه في الوقت نفسه يربط أذربيجان ب تركيا كما يعزل إيران عن أرمينيا
تقول أذربيجان وتركيا أنه ضمن الاتفاق الاخير لإطلاق النار بينما تنكر أرمينيا والروس ذلك pic.twitter.com/LYH3URcwt2
— عبدالله العمري (@MUTARED) September 14, 2022
ولطالما حافظت إيران -وهي جارة لكل من أرمينيا وأذربيجان- تقليديا على موقف محايد بشأن النزاع بين الجارتين القوقازيتين.
وجاءت تصريحات مختلفة من تركيا وهي أيضا جارة لطرفي المواجهات، فقد قال الرئيس رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء إنه لا يمكن قبول الوضع الناجم عن انتهاك أرمينيا الاتفاق المبرم مع أذربيجان عقب حرب 2020.
وأضاف الرئيس التركي، خلال خطاب جماهيري في العاصمة أنقرة، أن على أرمينيا أن تتحمل نتائج موقفها الذي وصفه بالعدواني تجاه أذربيجان.
روسيا وأميركا
ودعت روسيا طرفي الصراع إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، في حين أعربت واشنطن عن قلقها من استمرار التصعيد على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، وحثت البلدين على وقف الأعمال العدائية والانخراط في حوار.
يذكر أن أذربيجان وأرمينيا تخوضان صراعا منذ عقود على منطقة ناغورني قره باغ، التي كانت تضم تاريخيا أغلبية من السكان الأرمن لكنها كانت جزءا قانونيا من أذربيجان في ظل حكم السوفيات. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، أعلنت منطقة قره باغ استقلالها عن باكو تحت اسم جمهورية آرتساخ، بدعم من يريفان، مما أثار حربا استمرت 3 سنوات.
وانتهت الحرب عام 1994 مع انتصار أرمينيا، وظلت قره باغ ربع قرن تحت السيطرة الأرمينية الفعلية، رغم أن وضعها لم يكن قط معترفا به دوليا.
وبعد عقود من الجمود، استعادت أذربيجان فجأة أجزاء كبيرة من هذه المنطقة في حملة عسكرية عام 2020، مما أجبر أرمينيا على تقديم تنازلات إقليمية كبيرة.