لماذا استخدم الرازي قطع اللحم لاختيار موقع بناء مستشفى ببغداد؟ ومن أكل الفاكهة في نهار رمضان خوفا من موته قبل الإفطار؟ | وثائقية
مدة الفيديو 21 minutes 33 seconds
تمحورت مواضيع برنامج “تأملات” حول قصص ملهمة من تاريخ المسلمين والعرب، أبرزها المقاييس التي اعتمدها العالم أبو بكر الرازي في اختياره لموقع بناء مستشفى في بغداد، وقصة هشام بن عبد الملك مع فقيه وصحابي.
فعندما طلب من العالم الرازي اختيار موقع لبناء مستشفى في العاصمة العراقية بغداد، قام بتعليق قطع من اللحم في أرجاء المدينة، واختار الموقع الذي كان قد تعفن اللحم فيه أبطأ من البقية.
وقد اختار الرازي الموقع بسبب جوه النقي وخلوّه من الدخان والتراب، حيث إن المرضى بحاجة إلى هواء نقي خال من التلوث، بالإضافة إلى النقاهة والمنتجعات.
أما القصة الثانية التي عرضتها حلقة (2022/9/13) من برنامج “تأملات”، فتتعلق بالخليفة الأموي هشام بن عبد الملك. فعندما دخل الخليفة الكعبة أيام خلافته، رأى سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب في الحرم، وكان سالم ورعا زاهدا، فقال له “سلني يا سالم حاجة”، فأجابه “إنّي أستحيي من الله أن أسأل في بيته غيره”.
فلمّا خرج سالم، تبعه هشام وقال له “الآن قد خرجت من بيت الله، فَسلْني حاجة”، فقال له سالم “أمن حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟”، فردّ عليه “من حوائج الدنيا”، فقال له “ما سألت من يملكها، فكيف أسأل من لا يملكها؟”.
الأعرابي ورمضان
وفي طرائف القدماء، هناك قصة عن أعرابي “كان قد شوهد وهو يأكل فاكهة في نهار رمضان. فقيل له: ما هذا؟ فقال على الفور: قرأت في كتاب الله تعالى: (كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إذا أثْمَرَ) والإنسان لا يضمن عمره، وقد خفْت أن أموت قبل وقت الإفطار، فأكون قد متُّ عاصيا”.
ويذكر أن حلقة “تأملات” تناولت أيضا فقرات أخرى، منها التعبيران الواردان في القرآن الكريم “أنزلْنا إليكَ” و”أنْزَلْنا عليكَ”، وما يحدد استخدام “إلى” أو “على”، فلم تستخدم “إلى” في القرآن إلاّ مع العاقل: و(أنْزَلْنا إليكَ الكِتابَ)، أمّا “على” فقد استخدمت للعاقل وغير العاقل: في قوله تعالى (لو أنْزَلْنا هذا القُرآنَ على جَبَلٍ)، وقوله تعالى (وترى الأرض هامدة فإذا أنزلْنا عليها الماءَ اهتزت وربت)، والحديث هنا عن الأرض.
وفي فقرة “أصل الكلمة”، يقول كثير من الناس “برواز” بضمّ الباء أو كسرها، وهذه الكلمة دخيلة على العربيّة من أصل فارسي وتُجمع على “بَراويز”. وفي اللغة العربية تعني الإطار، أي ما يحيط بالصورة أو المرآة، أو بغيرهما للحفظ. واستخدمت في العربية وجعلوا لها فعلا رباعيا مجردا هو (بَرْوَزَ) على وزْن فَعْلَلَ.
وضمن فقرة “مرَّ وهذا أثَرُهُ”، عرضت حلقة برنامج “تأملات” سيرة الشاعر نسيب عريضة الذي وُلِدَ في حمص (1887م)، ويعدّ واحدا من شعراء المَهْجَر. ومن أعماله قصيدة “النهاية” التي اتخذ فيها موقفا ثوريا متطرفا منتقدا العرب انتقادا ساخرا وموجعا.