Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

بين التعقيد والتسهيل.. ما السبب وراء تراجع الحماس الأوروبي بشأن إحياء الاتفاق النووي؟ | أخبار سياسة


طهران- تفاوت موقف الاتحاد الأوروبي حيال التعاطي الإيراني مع مقترحه بشأن إحياء الاتفاق النووي في الشهر الأخير؛ فبعد أن وصف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل رد طهران الأول على المقترح بـ”المعقول”، عاد وعبّر عن تشاؤمه عقب تمسكها بضرورة إغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن أنشطتها النووية.

وواصل الموقف الأوروبي تراجعه عن الإشارات الإيجابية التي أبداها تجاه التجاوب الإيراني مع مقترحه، إذ اتهم بيان للترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، قبل يومين، إيران بتقويض المحادثات النووية من خلال تقديم مطالب منفصلة عن تعهداتها الدولية، ورأى أن مواقف طهران الأخيرة “تثير شكوكا بشأن نيتها العودة للاتفاق”.

وعلي وقع تراجع التفاؤل الأوروبي، تفاوتت قراءة المراقبين في إيران حيال تطورات ملف بلادهم النووي؛ بين من يحذر من الزج بالجانب الأوروبي باتجاه تفعيل آلية الزناد، وآخرين يحثون طهران على التحرك دبلوماسيا وجني ثمرة الجهود الأوروبية الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي.

تراجع الحماس الأوروبي

وفي السياق، يعتقد السفير الإيراني الأسبق في جنوب أفريقيا، جاويد قربان أوغلي، أن بوريل رمى بكل ثقله من أجل إنقاذ الاتفاق النووي، وأن إصرار طهران على إغلاق الملف الخلافي مع الوكالة الدولية قد وضع المقترح الأوروبي في غرفة الإنعاش، جازما بأن بيان الترويكا الأوروبية الأخير صدر بتنسيق مع الجانب الأميركي.

وفي حديثه للجزيرة نت، أشار الدبلوماسي الإيراني السابق إلى ما وصفه بـ”تقسيم الأدوار بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لعدم التشويش على مبدأ المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن”. وأضاف أنه “خلافا للدعم الأميركي لبيان الثلاثي الأوروبي، فإن واشنطن لا تزال تتحدث بنبرة لينة حيال تطورات المفاوضات النووية، وذلك يعني أنها مستعدة للتوقيع على المقترح الأوروبي بصيغته المطروحة في الوقت الراهن”.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يتشوق إلى حسم المباحثات وإنقاذ الاتفاق النووي، لكن تمسك طهران بضرورة الحصول على ضمانات مكتوبة من الجانب الأميركي بشأن إغلاق الملف الخلافي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أدى إلى تشديد الفجوة بين مواقف طهران والعواصم الغربية.

اجتماع مجلس المحافظين

وعدّ أوغلي الإصرار الإيراني على ضرورة إغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 3 مواقع إيرانية “خطأ في المحاسبات، وقد يقوّض المفاوضات النووية، ويرفع من حظوظ معارضي إحياء الاتفاق النووي”.

وحث أوغلي بلاده على تكرار تجربة مفاوضات 2015 التي توّجت بالتوقيع على الاتفاق النووي عبر التفاهم على تذليل الملفات الخلافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الأروقة السياسية الأوروبية، من دون الإصرار على تحويل التفاهمات إلى نصوص مكتوبة.

ورأى في عزم الإدارة الأميركية العمل لإحياء الاتفاق النووي -رغم معارضة إسرائيل وبعض الأوساط الأميركية- مؤشرا إيجابيا يدحض التحليلات التي تتنبأ بالقضاء على الاتفاق النووي، مؤكدا أنه لا يزال يرى فرصة إنقاذ الاتفاق النووي متاحة، وأن الجانبين الإيراني والأميركي سيعودان بعد فترة وجيزة إلى استئناف المفاوضات من حيث توقفت هذه الأيام.

وتوقع أوغلي أن يصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في اجتماعه الفصلي الراهن، قرارا أشد لهجة مقارنة مع قرار الاجتماع السابق، من دون إحالة ملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن.

تفعيل آلية الزناد

في المقابل، تذهب شريحة من المراقبين في إيران إلى أن بيان الترويكا الأوروبية الأخير يأتي في سياق التعاون مع الولايات المتحدة لإلقاء اللوم على طهران، وتحميلها مسؤولية فشل المفاوضات النووية.

من ناحيته، يرى السفير الإيراني الأسبق في بريطانيا، جلال ساداتیان، أن مماطلة الولايات المتحدة في الموافقة على المطالب الإيراني قد عقّدت المفاوضات النووية، وأرجأت موعد التوصل إلى اتفاق محتمل إلى أجل غير مسمى.

وعزا تمسك بلاده ببعض المطالب في المفاوضات النووية إلى وجود نقاط مبهمة في الرؤية الأميركية تمكنها من تبرير عدم تنفيذ التزاماتها في الاتفاق في المستقبل، متهما -في حديثه للجزيرة نت- الجانب الأوروبي بالعمل على “تحميل طهران مسؤولية فشل المفاوضات النووية تمهيدا للتوصل إلى إجماع عالمي ضد إيران لتفعيل آلية الزناد ضدها”.

تأجيل المفاوضات النووية

وحث ساداتيان وزارة الخارجية الإيرانية على “العمل من أجل قطع الطريق على مخططات الثالوث الأميركي الأوروبي الإسرائيلي”، وذلك عبر تبيين مواقف إيران بشفافية لكي يتعرف العالم على العقدة الحقيقية والجهة التي تعطل إحياء الاتفاق النووي.

وعلى منصات التواصل الاجتماعي، كتب الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، أن معارضي الاتفاق النووي نجحوا في تأجيل المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق لفترة شهرين، وذلك لتغييب طهران من المعاهدات الاقتصادية لمد القارة الأوروبية بالطاقة.

وغرد فلاحت بيشه على تويتر “حتى بعد شهرين، سوف تتعزز مكانة معارضي الاتفاق النووي في الانتخابات الأميركية والإسرائيلية، وستصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا آخر ضد إيران، كما أن المساعي لفرض تحديات إقليمية جديدة سوف تزداد حتى ذلك الحين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى