قبيل اجتماع مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية.. طهران وموسكو ترفضان بيانا أوروبيا وإسرائيل ترحّب به | أخبار
مدة الفيديو 02 minutes 26 seconds
اتهم مسؤول إيراني رفيع فرنسا وبريطانيا وألمانيا بالتحيز والخضوع للرغبة الأميركية، كما انتقدت روسيا الدول الأوروبية الثلاث، بينما وصل رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد إلى برلين مثنيا على موقف هذه الدول.
وفي تصريحات خاصة بالجزيرة، قال مسؤول إيراني رفيع إن بيان فرنسا وبريطانيا وألمانيا بشأن المفاوضات النووية متحيز وخاضع للرغبة الأميركية، معتبرا أنه يدفع باتجاه تعقيد الأوضاع وتعكير أجواء التفاؤل بالتوصل إلى اتفاق.
وحذّر المسؤول الإيراني مما سماها أي تحركات معادية داخل أروقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الأيام القادمة، مشددا على أن أي بيان في مجلس حكام الوكالة يستهدف المصالح الإيرانية سيقابل بردٍّ واضح.
ولفت المسؤول الإيراني إلى أن “إسرائيل تمارس دعاية خادعة، وتطرح معلومات مضللة” لتعطيل جهود إحياء الاتفاق النووي.
وأكد أن طهران تطالب بنص اتفاق غير قابل للتأويل، على أن يتم إغلاق “ملف الادعاءات” داخل الوكالة الدولية.
واختتم المسؤول الإيراني تصريحاته للجزيرة بالقول إنه يمكن التوصل إلى اتفاق حقيقي خلال أيام، إذا ما اتسم الموقف الأميركي بالواقعية.
وكانت فرنسا وبريطانيا وألمانيا قالت -في بيان مشترك- إن مواقف إيران الأخيرة لا تتوافق مع التزاماتها الدولية، وتثير شكوكا جدية بشأن نيتها العودة للاتفاق النووي.
واتهمت الدول الثلاث إيران بفتح قضايا منفصلة ترتبط بتعهداتها الدولية، بينما اقتربت المفاوضات من إبرام اتفاق نووي.
وأضاف البيان أن النص الأوروبي النهائي بشأن العودة للاتفاق النووي شمل أقصى حدٍّ من المرونة، وأن إيران اختارت عدم انتهاز فرصة دبلوماسية حاسمة، وواصلت التصعيد في برنامجها النووي.
بدورها، دانت الخارجية الإيرانية بشدة البيان الفرنسي البريطاني الألماني، وقالت إنه يتعارض مع المواقف المعلنة من الدول الثلاث عن حسن نيتها في مفاوضات فيينا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن الدول الأوروبية الثلاث لم ترغب منذ البداية في أن تحقق المحادثات نتائج مرضية، وإنها تعمل بكل ما لديها من إمكانيات لإفشالها، بحسب تعبيره.
وأعربت الخارجية الإيرانية عن أسفها لتحرك الدول الأوروبية في ما وصفته بمسار الكيان الصهيوني لإفشال المحادثات، وحمّلت الدول الأوروبية المسؤولية عن نتائج هذه السياسة.
انتقاد روسي
من جهة أخرى، قال مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف إن البيان الأوروبي الثلاثي الذي ينتقد برنامج إيران النووي جاء في توقيت خاطئ، وفي لحظة حرجة جدا بالنسبة لمفاوضات فيينا.
وأضاف أوليانوف -في تغريدة على تويتر- أن جلسة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لشهر سبتمبر/أيلول ستبدأ الاثنين، ومن المتوقع بحث قضايا المراقبة والضمانات في إيران وأوكرانيا.
وأوضح أوليانوف أن مجلس المحافظين قد يبحث قضية السلامة النووية ونقل المواد النووية، في إطار الاتفاق الأمني الأسترالي البريطاني الأميركي.
لبيد في برلين
من جهة أخرى، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد إن إسرائيل أجرت -على مدى الأشهر الأخيرة الماضية- حوارا مكثفا مع كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بشأن الملف النووي الإيراني، وأطلعتها على “معلومات استخباراتية محدثة” بشأن أنشطة إيران في عدد من منشآتها النووية.
ورحّب لبيد بإعلان هذه الدول عن عدم التوقيع على اتفاق نووي مع طهران في المرحلة الراهنة، بحسب تعبيره.
وأضاف “تواصل إسرائيل معركة سياسية ناجحة لكبح العودة إلى الاتفاق النووي ومنع إزالة العقوبات عن إيران. المهمة لم تنته بعد، والطريق طويل، لكن ثمة مؤشرات مشجعة”.
ووصل لبيد إلى برلين في زيارة يلتقي خلالها المستشار الألماني أولاف شولتز.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان إن الهدف من الزيارة تنسيق المواقف من البرنامج النووي الإيراني، والاتفاق على وضع اللمسات الأخيرة على وثيقة تعاون إستراتيجي واقتصادي وأمني بين برلين وتل أبيب.
وفي هذا السياق، قال مسؤول إسرائيلي للصحفيين -مشترطا عدم الكشف عن هويته- “يبدو في هذه المرحلة أنه لن يُوقّع اتفاق نووي مع إيران إلا بعد انتخابات التجديد النصفي الأميركية على أقرب تقدير”. ومن المقرر عقد انتخابات الكونغرس الأميركي في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.