من حميد إلى إيكزافيه.. العنصرية بفرنسا تجبر كاتبا من أصول جزائرية على تغيير اسمه | أخبار رائج
أثارت قضية الكاتب الفرنسي حميد آيت طالب، ذي الأصول الجزائرية، استياء واسعا ورفضا للعنصرية عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد كشفه عن رحلته مع “إغلاق الأبواب أمامه بسبب اسمه العربي” مما اضطره إلى تغييره إلى إيكزافيه لوكلار.
وفي حواره مع إذاعة “راديو فرانس أنتار” قبل أيام، قال آيت طالب إنه واجه معاناة كبيرة في الحصول على وظيفة في فرنسا بسبب اسمه الذي يدل على هويته العربية والمغاربية، قبل أن يلجأ إلى تغيير اسمه.
وأضاف حميد -وهو صاحب كتاب “رجل بلا عنوان”- أنه رغم حصوله على شهادتين من جامعة “السوربون” فإن المؤسسات والشركات تجاهلت مطالبه بالعمل لديها ولم تقم حتى بالتواصل معه هاتفيا، وأوضح أنه وما إن غيّر اسمه حتى تهاطلت عليه عروض العمل التي قدّرها بالمئات.
Xavier Le Clerc : “J’avais deux masters à la Sorbonne et pas un seul appel pour un entretien. Au moment où j’ai changé de nom, en remplaçant Ait-Taleb par Le Clerc, j’ai reçu des centaines d’appels.” #le7930inter pic.twitter.com/FW05EFQXvn
— France Inter (@franceinter) September 7, 2022
وأوضح الكاتب أنه لم يعد يبحث عن عمل بل الشركات هي التي تتصل به لتعرض عليها العمل لديها، واعتبر أن هذا مؤلم لكنه واقعي، وهو ليس الوحيد الذي يعاني منه.
ومن جهتها ذكرت مقدّمة البرنامج أن آيت طالب تحدّث عن هذا الأمر بمؤلفه “رجل بلا عنوان” وأبرز ما تعرّض له من انتقادات بسبب تغيير الاسم، حيث اعتبره البعض خيانة لجذوره وهويته الأم.
وحظي مقطع الفيديو -الذي نشرته الإذاعة الفرنسية على صفحتها الرسمية على موقع تويتر- بأكثر من مليون و100 ألف مشاهدة.
واعتبرت النائبة الاشتراكية بالجمعية الوطنية (البرلمان) دانييل أوبونو -في تغريدة- أن حالة آيت طالب ليست استثناء، حيث إن مدى التمييز في التوظيف لا يخفى على أحد الآن، وبيّنت أن إحصاءات بشأن التوظيف تشير إلى أن حظوظ توظيف ذوي الأصول المغاربية أقل بنسبة 31.5% من غيرهم ذوي الأصول الفرنسية.
?Le cas de Xavier Le Clerc n’est pas une exception. L’ampleur des discriminations à l’embauche est aujourd’hui connue. Selon le dernier testing de la @Dares_travail, une candidature supposée d’origine maghrébine a 31,5% moins de chance d’être contactée.??https://t.co/Q2IUncTed0 https://t.co/pglnOGAzXd
— Députée Obono (@Deputee_Obono) September 7, 2022
من جهتها، قالت النائبة الفرنسية من أصول مغربية فريدة عمراني إنها وخلال جولة في المدارس بدائرتها الانتخابية، واجهت سؤالا يقول “أنت من أصول أجنبية وبإمكانك أن تكوني نائبة؟” وتابعت “دعونا نحارب التمييز” وأعادت نشر فيديو آيت طالب.
Lors de la tournée des écoles de ma circonscription une question m’a été posé :
“Vous avez des origines étrangères et vous pouvez être députée ?”
Luttons contre les discriminations qui développent le déterminisme. https://t.co/eaDZ42l8Q0
— Farida Amrani (@Farida_Amrani_) September 7, 2022
وقالت ناشطة من أصول فلسطينية: في هذا البلد الكوني الذي لا يرى الألوان، آيت طالب بدأ في الحصول على فرص عمل عندما غيّر اسمه إلى إيكزافيه لوكلار”.
Oh non je ne peux pas le croire, les bras m’en tombent…
Dans ce pays universaliste-qui-ne-voit-pas-les-couleurs, Hamid Ait Taleb a commencé à trouver du travail quand il a changé de nom pour Xavier Leclerc https://t.co/pFkvzePSQv— Monira Moon ❤️??? (@MoonMonira) September 8, 2022
وخلصت دراسة للمؤسسة الفرنسية الأميركية عام 2020، -تطرقت لمشكلة التمييز في التوظيف بفرنسا- إلى أنه من الأفضل أن يكون لديك اسم أوّل فرنسي ليعترف بك الجميع.
وقالت “ذوو الأصول المغاربية، أو من يعتنقون الدين الإسلامي، يتعرضون للتمييز في التوظيف”.
وأشارت دراسة عام 2020 بأصابع الاتهام إلى الشركات الفرنسية الكبيرة التي قامت بالتمييز في عمليات التوظيف الخاصة بها، إذ إن المتقدمين للحصول على عمل من أصول مغاربية يعاملون بتمييز عنصري.
وبيّنت الدراسة أن الفجوة بين “فرنسي أصلي” وآخر من أصول مغاربية، في الحصول على عمل، تقدّر بنحو 25%.
يشار إلى أن فرنسا إحدى أكبر الدول الأوروبية من حيث حجم الجالية المسلمة البالغة نحو 6 ملايين حتى منتصف 2016، أي ما يشكّل 8.8% من مجموع سكان البلاد.