حديث عن مفاوضات بين موسكو وكييف.. هل يحدث تغيير في مسار الحرب نتيجة التطورات الميدانية؟ | حوارية
مدة الفيديو 22 minutes 41 seconds
رغم اختلاف وجهة نظرهما حول أسباب ومجريات حرب روسيا على أوكرانيا، فقد اتفق ضيفا حلقة برنامج “ما وراء الخبر” على صعوبة المفاوضات بين موسكو وكييف حاليا، في ظل استمرار خلافاتهما حول المسائل الأساسية.
ومن وجهة نظر وزير الخارجية الأوكراني السابق قسطنطين هريشينكو فإن المهم بالنسبة لأوكرانيا هو أن تتوقف حرب روسيا على أوكرانيا، وأن يلتزم الجانب الروسي بالعودة إلى وضع ما قبل 2014، وهو العام الذي قامت فيه روسيا بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
ورأى -في حديثه لحلقة (2022/9/11) من برنامج “ما وراء الخبر”- أن شروط أوكرانيا تتضمن عودة القرم وانسحاب القوات الروسية من كامل الأراضي الأوكرانية، لكن الجانب الروسي يرفض مناقشة هذه المواضيع، مشددا على حاجة الطرفين إلى التفاوض حول المسائل الإنسانية المتعلقة بالحرب.
وكان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أعلن أن موسكو لا ترفض التفاوض مع الجانب الأوكراني، وإنه كلما تأخرت المفاوضات أصبح الاتفاق صعبا، على حد قوله. وجاء ذلك بعد تأكيد الرئاسة الأوكرانية أن أي عودة للمفاوضات يجب أن تتضمن تحرير كامل الأراضي الأوكرانية.
ووفق الوزير الأوكراني السابق، فإن بلاده أرسلت وفدا للتفاوض في السابق لأنها تفاجأت بالحرب التي شنتها روسيا، وأرادت أن تفهم الأسباب، وأن الجانب الروسي المفاوض عرض أن تتخلى كييف عن سيادتها وعن حقها في الدفاع عن نفسها وتفكك جيشها، وهي الشروط التي رأتها مستحيلة.
ويكمن الحل بالنسبة لأوكرانيا -كما يقول هريشينكو- في أن تنسحب القوات الروسية من أوكرانيا إلى الحدود التي رسمت عام 1991، وهو تاريخ تفكك الاتحاد السوفياتي سابقا، مشدد على أن الأوكرانيين يرفضون العيش في ظل النظام الروسي، وأن يكون لديهم الخيار والقدرة على تقرير مصيرهم.
مفاوضات صعبة
وفي المقابل، شكك السفير أندريه بكلانوف نائب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس في إمكانية تجدد المفاوضات بين موسكو وكييف في ظل الظروف الراهنة وما يجري على الأرض، وقال إن المفاوضات تعتمد على إيجاد نقاط مشتركة بين الطرفين حول المسائل الأساسية خاصة حول شبه جزيرة القرم مثلا، مؤكدا أن على أوكرانيا أن تقبل شروط روسيا بشأن دونباس والقرم.
وفي ظل صعوبة العودة إلى الحوار، يمكن لموسكو وكييف أن تتباحثا حاليا حول مجموعة المشاكل المتعلقة بالأوضاع الإنسانية، كما يقول الضيف الروسي الذي أكد أن روسيا ترى أن الحل العسكري هو الخيار الأساسي في الوقت الراهن لحل التصادمات بين البلدين.
والأمر المهم بالنسبة لموسكو هو ألا يكون أمام عينها -والكلام للسفير بكلانوف- جنود لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أو قوات قادرة على ضرب حدود روسيا، مؤكدا أن بلاده لا تثق في الناتو وليس في أوكرانيا.
غير أن الوزير الأوكراني السابق نفى مزاعم روسيا بأن الناتو يهدد مصالحها، وقال إن الأمر يتعلق بأوكرانيا وإلا لكانت موسكو شنت الحر ب على فنلندا التي هي على وشك الانضمام لحلف شمال الأطلسي.